هل ستكملوا حديثى إلى آخره؟
أم ستتركونى بمنتصفه كما تفعلون دائما معى؟؟
هل عندما تشعرون بآلامى ستنسون كما مضى؟
لا اريدكم أن تشفقوا علي من هذه الكلمات فكفانى هذا الاحساس فى عيون كل من اقترب منى.....
تخيل أنك مكاني...... استيقظت يوما وجدت والديك قد رحلوا عن الدنيا و أخواتك وكل اهلك قد تخلو عنك والقوا بك فى الطريق بلا أى مأوى أو شئ يدل على هاويتك....وتلاقتك القطط والكلاب فى ظلام الليل و كدت ان تكون عشائها، لولا أن امتدت يد القدر لتنتشلك من بين انيابها وتذهب بك الى مكان أشد قسوة ووجوه جامدة عرفت فيما بعد أنه قسم الشرطة ليحرروا لك محضر عثورك ويضعون لك اسما لأب مجهول و أم لن تجدها أبدا.......
ثم اعطوك لأسرة لمدة عام أو عامين مقابل 50 جنيها شهرياً وعلبتين من اللبن!!
وعند تركك مع هذه السيدة ظننت أنها والدتك، تعودت عليها رغم اهمالها لك وقسوتها.....
ولكن فجأة!!... وجتهم ينقلونك لمكان آخر يسمونه بالملجأ
به عدد من الاطفال مثلك يبكون ولا يجدون من يكون بهم رحيما، ووجدت سيدة أخرى يقولون لك أنها والدتك وهؤلاء أخواتك..
تعودت عليها مرة اخرى وتعلقت بها وظننت أنك واجد من يرعاك
وفرحت بكلمة ماما..
حتى استيقذت مرة أخرى ووجدتها ذهبت وجاءت أخرى ثم أخرى- (لأنها موظفة) -........
لا يسأل عنك أحد..
و إن جاء وتعلقت به يتركك ظناً أنه قام بما يكفيك بالحلوى واللعب بعض الوقت
عندما يأتون يومها يظنون أنهم يسعدونك ولا يعلمون أنهم يتعسونك...
وتشعر أنك سلعة يرونها ثم يدفعون ثمن رأيتها ويذهبون بلا رجعة أو بعد عام....
ورغم كل ذلك حاربت حتى تنتصر على ظروفك
وكلما وضع أحد عقبة فى طريقك حاولت الوقوف مرة أخرى وأن تصنع لك مكانة بالمجتمع الذى لم يرحم ضعفك صغيراً ولا إنشتيمهارك كبيراً..
وعندما ظننت أنك وصلت بعد طول الطريق وجدتهم يقولون لك :
عفواً ليس لك مكاناً بيننا فأنت لا أصل لك.....!!!!!
هل تستطيع أن تصف لى احساسك ومدى الظلم الذى تشعر به فى هذه اللحظة؟؟
هل من الممكن أن تكون إنسان صالح منتج يحب مجتمعه؟؟
هل ستتوانا للحظة عن إخراج كل الكره الذى رئيته من الناس بأى طريقة؟؟
ما هو احساسك الان!!
أراك وأنت تعود للواقع تحمد الله عز وجل أنه لم يجعل هذا بلاؤك..
هل ستقف بجانب هذا الانسان وتسانده فى رحلته؟؟
هل عرفت من أنا؟؟
أنا من كتب شقائى يوم ميلادى....
أنا من تركنى أحبابى....
أنا من مات والدى أو كاد أن يكون الجاني....
أنا من جاء من فقرٍ ومن جهلٍ ومن مرضٍ
إن أردتم أن تنقذونى فاسرعوا فلم يبقى على الهلاك سوا خطوات......
إمضاء يتيم
وفى النهاية هل لنا أن نعوضه عما فقده من رعاية وحنان وإحساس بالأمان ونقول له نحن أخوانك كما امرنا الله عز وجل فى قوله سبحانه وتعالى " فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ " سورهالأحزاب-ايه 5
فمن سيقوم بدور الاسرة فى تنشيط هذا الطفل وتقويم هذا الشاب وتعليمه دينه وعادات وتقاليد مجتمعه؟؟
فاذا ذهبت الاسرة ولم يقوم بديل بدورها فماذا ننتظر من هذا الطفل سوي العدوان؟؟؟؟؟؟
ومن سيحيميه الآن ويقول أنا يا رسول الله سأكفل يتيم؟؟؟؟
لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين ..~
في امان الله